خطبة الشيخ في الحرجة
الوصية بحفظ الصلاة
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، على رغم أنف من جحد به وكفر، وأشهد أن محمدا اسم> عبده ورسوله سَيِّدُ البشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادةِ الْغرر، وسَلَّمَ تسليما كثيرا.
أما بعد:
أيها الناس اتقوا الله -تعالى- حق التقوى، واستمسكوا بـ:لا إله إلا الله فإنها العروة الوثقى، واحذروا المعاصي، واحذروا المعاصي، فإن أبدانكم على النار لا تقوى، وتواضعوا لله؛ فإن مَنْ تَوَاضَعَ لله رفعه، ومَنْ تَكَبَّرَ على الله وضعه، ومن زرع التقوى حمد عند الحصاد ما زرعه، واعلموا أن رسم> أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة متن_ح> رسم> وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يَدَ الله مع جماعة المسلمين، ومَنْ شَذَّ عنهم شَذَّ في النار، واعلموا رحمكم الله، أن الدنيا دار مَمَرّ، وأن الآخرة هي دار المقر، فتزودوا من مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُم، وتأهبوا ليوم حسابكم، وعَرْضِكُمْ على ربكم رسم> يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ قرآن> رسم> واعلموا أنكم غَدًا بين يدي الله موقوفون، وبأعمالكم مَجْزِيُّون، وعن أفعالكم محاسبون، وعلى تفريطكم نادمون، وعلى رب العزة سَتُعْرَضُون رسم> وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ قرآن> رسم> .
ثم اعلموا عباد الله أن ربنا -سبحانه- ما خلقنا لِيَتَكَثَّرَ بنا من قلة، ولا لِيَتَعَزَّزَ بنا من ذِلَّة، ولكنه خلقنا لعبادته، وأمرنا بتوحيده وطاعته، فأمرنا بأن نعبده وحده، ونترك عبادة ما سواه؛ فيكون له التعظيم وحده، وتكون له العبادة وحده، فنخافه حق الخوف، ونرجوه حق الرجاء، ونتوكل عليه حق التوكل، ونُخْلِص له الدعاء، ونُخْلِص له القيام والعبادة، ونُعَظِّمُه حق التعظيم، ونُجِلُّهُ ونُبَجِّلُهُ، ونعرف بأنه -سبحانه- هو مالك الملك، وهو خالق الخلق، وهو ربهم ومدبرهم، فنستعين به وحده، ولا نستعين بغيره، ونلجأ إليه في أمورنا، ونستجير به مما نخافه ومما نَحْذَرُهُ، ونجعل له جميع أنواع التعظيم، وأنواع العبادة، وبذلك نكون ممن عبد الله حق عبادته، وأخلص له العبادة.
وهكذا أيضا نتواصى بفعل جميع العبادات، فنتواصى بالصلاة التي هي عماد الدين؛ والتي من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومَنْ ضيعها فهو لما سواها أضيع، فإن الله -سبحانه وتعالى- أَكَّدَ فرضيتها، فأولا: أنه فرضها على نبيه مباشرة بدون واسطة؛ لما أُسْرِيَ به وكَلَّمَ الله تعالى، ففرض عليه هذه الصلاة خمسين، ثم خففها إلى خمس، وقال: رسم> لا يُبَدَّلُ القول لدي، مَنْ حافظ على هذه الخمس فله أجر خمسين متن_ح> رسم> فحافظوا عليها يا عباد الله؛ فإنها تأمر بالخير، وتنهى عن الشر، وإنها لثقيلة إلا على المؤمنين، قال الله تعالى: رسم> وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ قرآن> رسم> .
وكذلك أيضا نتواصى على المحافظة على فعلها في جماعة المسلمين؛ فإن الله تعالى أمر بالاجتماع لها في قوله تعالى: رسم> وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ قرآن> رسم> أي: أجيبوا داعِيَ الله الذي يدعو لهذه العبادة، واجْتَمِعُوا عليها في هذه البيوت التي هي بيوت الله، والتي فَضَّلَهَا، وأَذِنَ أن تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فيها اسمه، ألا وهي هذه المساجد التي عمرت بذكر الله -سبحانه وتعالى- فاعْمُرُوها بِذِكْرِهِ، واعْمُرُوها بطاعته، واعمروها بأداء هذه العبادة جماعةً؛ ولا تتخلفوا عنها، فَمَنْ تَخَلَّفَ عنها فقد تُوُعِّدَ بأنها لا تُقْبَلُ منه صلاته كما قال -صلى الله عليه وسلم- رسم> مَنْ سمع النداء فلم يُجِبْ فلا صلاة له إلا من عُذْرٍ متن_ح> رسم> .
مسألة>